وفي مينبو، وسط ميانمار، شوهدت ذروة تاريخية بلغت 44 درجة، وهي المرة الأولى في التاريخ المسجل لجنوب شرق آسيا التي تصل فيها درجات الحرارة إلى هذا الارتفاع في وقت مبكر من الشهر. وسجلت مدينة هات ياي في جنوب تايلاند درجة حرارة بلغت 40.2 درجة، مسجلة رقما قياسيا. وبالمثل، شهدت مدينة ين تشاو، في شمال غرب فيتنام، درجة حرارة بلغت 40.6 درجة، وهي درجة حرارة لا مثيل لها في هذا الوقت من العام.
وتعد منطقة جنوب شرق آسيا منطقة مهمة لإنتاج الأرز، حيث تمثل 26 في المائة من إنتاج الأرز العالمي و40 في المائة من الصادرات العالمية. وهي بمثابة المورد الرئيسي للأرز إلى مناطق مختلفة، بما في ذلك أفريقيا والشرق الأوسط.
وفي فيتنام، في وقت سابق من هذا العام، وصلت مستويات المياه إلى مستويات منخفضة للغاية لدرجة أن المزارعين كانوا يكافحون من أجل نقل المحاصيل. ولتلبية متطلبات الإنتاج الزراعي، اضطر المزارعون إلى ضخ المياه إلى حقولهم من أماكن أخرى. ونتيجة لذلك، نشأ تفاوت كبير بين سطح الطريق على ضفة النهر ومنسوب المياه تحته، مما تسبب في حدوث هبوط وانهيارات أرضية.
وفي تايلاند، من المتوقع أن يؤدي انخفاض غلات المحاصيل نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وظاهرة النينيو إلى زيادة بنسبة 8 في المائة في ديون المزارعين هذا العام. وبالمثل، في ماليزيا، أجبرت الحرارة الشديدة وظروف النينيو المزارعين على تأجيل موسم الزراعة بسبب تناقص موارد المياه. عادة، يقوم المزارعون في جنوب شرق آسيا بموسمين زراعيين كل عام، لكن الظروف الحالية تعني تقليص الزراعة إلى موسم واحد فقط بالنسبة للبعض.
ويتعين على مجتمعات جنوب شرق آسيا أن تتخذ إجراءات عاجلة للتكيف مع سبل عيشها وحمايتها. ويمكن تنفيذ استراتيجيات التكيف الاستباقية بمساعدة أصناف الأرز المقاومة للجفاف والمحاصيل المتنوعة وممارسات الري الفعالة وأنظمة الإنذار المبكر.
قام الباحثون في جنوب شرق آسيا بتطوير أصناف من الأرز قادرة على مقاومة ندرة المياه. وقد قام المعهد الدولي لبحوث الأرز، ومقره في الفلبين، بإدخال العديد من سلالات الأرز المقاومة للجفاف، بما في ذلك صنف صاحبهاجي دان في الهند، وصنف سهود أولان في الفلبين، وصنف سوكا دان في نيبال.
وبالإضافة إلى ذلك، حدد الباحثون في إندونيسيا 11 سلالة من الأرز تتحمل الجفاف. وتظهر هذه القدرة على البقاء مع انخفاض توافر المياه مقارنة بالأرز التقليدي، مما يساعد المزارعين على التخفيف من مخاطر فشل المحاصيل بسبب الجفاف.
وفي حين يظل الأرز محصولاً أساسياً بالغ الأهمية، فإن هناك حاجة ملحة للمزارعين في جنوب شرق آسيا لتوسيع نطاق سلعهم الزراعية إلى ما هو أبعد من زراعة الأرز التقليدية. إن إدخال محاصيل بديلة مثل الدخن والكسافا والذرة الرفيعة يمكن أن يعزز بشكل كبير قدرة القطاع الزراعي على الصمود واستدامته.
كما يؤدي التنويع أيضًا إلى فوائد بيئية من خلال تخفيف الضغط الذي تمارسه الزراعات الأحادية على صحة التربة مع توفير مصادر دخل متنوعة للمزارعين أيضًا.
إحدى استراتيجيات الري الفعالة هي الترطيب والتجفيف البديل، وهي تقنية لإدارة المياه حيث تخضع حقول الأرز لتصريف جزئي، بهدف الحفاظ على رطوبة التربة دون حدوث فيضانات مستمرة.
وفي فيتنام، تستخدم مبادرة تجريبية للاستراتيجية، تم تسهيلها من خلال التعاون بين الباحثين الجامعيين والمزارعين، تطبيق الهاتف الذكي لتمكين المزارعين من الحفاظ على المياه من خلال استخدام شبكات الاستشعار ومضخات المياه، وربطهم مباشرة بحقولهم. وبالتالي، يساعد هذا النهج على تقليل كمية المياه اللازمة لزراعة الأرز.
كثيراً ما تفتقر التنبؤات الجوية التقليدية إلى مستوى التفاصيل المطلوبة لاتخاذ قرارات زراعية مستنيرة. تعمل أنظمة الإنذار المبكر على تخفيف هذا القيد من خلال تقديم تنبؤات بموجات الحر مخصصة لمناطق ومناخات محلية مختلفة، مما يمكن المزارعين من قياس شدة موجات الحر الوشيكة ومدتها.
ويتعين على جنوب شرق آسيا أن يبذل قصارى جهده لمكافحة ارتفاع منسوب مياه البحر، بل وحتى نقل سكانه
ويتعين على جنوب شرق آسيا أن يبذل قصارى جهده لمكافحة ارتفاع منسوب مياه البحر، بل وحتى نقل سكانه
ومن المهم بنفس القدر نشر هذه التوقعات على المزارعين. وبوسع جنوب شرق آسيا أن تتبنى نموذجاً أقرب إلى النهج الذي تتبناه الهند، حيث تخطط الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث لتعزيز نظام الإنذار المبكر من خلال توسيع قنوات الاتصال إلى ما هو أبعد من الرسائل النصية لتشمل التلفزيون والراديو وغير ذلك من المنصات الإعلامية.
إن تبني استراتيجيات التكيف الاستباقية هذه لا يعزز القدرة على مواجهة موجات الحر فحسب، بل يساهم أيضًا في استدامة وازدهار سبل العيش الزراعية في المنطقة. توفر الجهود التعاونية بين الباحثين وصانعي السياسات والمزارعين الأمل في أن تتمكن جنوب شرق آسيا من التغلب على التحديات التي تفرضها موجات الحر وضمان الأمن الغذائي لسكانها المتزايدين.
يسعى محمد يونس حاليًا للحصول على درجة الماجستير في العلوم البيولوجية في جامعة خون كاين في تايلاند
عبد الرحمن العمارتي هو شاب سعودي متعدد المواهب، يتمتع بخلفية تنوعت بين التدوين والطب. وُلد في عام 1988، مما يجعله في سن مبكرة لتحقيق إنجازات ملحوظة. يُعرف عبد الرحمن بمهاراته الاستثنائية في مجال التدوين، حيث يمتلك قدرة فريدة على التعبير عن الأفكار والمفاهيم بشكل ملهم وجذاب.
بالإضافة إلى موهبته في التدوين، يمتلك العمارتي خلفية قوية في مجال الطب، حيث حصل على درجة الدكتوراه في تخصص معين. هذا يظهر تفانيه في العمل الأكاديمي واستعداده لاستكشاف مجالات جديدة وتحقيق نجاحات فيها.
تجمع شخصية عبد الرحمن بين العلم والأدب، حيث يجمع بين خبرته الطبية وقدراته في التدوين لنشر المعرفة والوعي بمواضيع صحية وأدبية واجتماعية. تعتبر هذه الخلفية المتنوعة ميزة بارزة تعكس تفانيه في تطوير ذاته وخدمة المجتمع.